recent
أخبار ساخنة

رسومات "غوغل" (Doodles): قصة إبداع يلهم مليارات المستخدمين وتساؤلات حول محركات البحث

 

 رسومات "غوغل" (Doodles): قصة إبداع يلهم مليارات المستخدمين وتساؤلات حول محركات البحث

 عن محرك البحث غوغل

لطالما تجاوزت "غوغل" دورها كمحرك بحث رائد، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربتنا اليومية على الإنترنت. ومن بين ميزاتها الأكثر تميزًا وجاذبية، تأتي رسومات الشعار المبتكرة والمعروفة باسم "Doodles". هذه الرسومات ليست مجرد زينة عابرة، بل هي قصة إبداع متواصل، تعكس تطور "غوغل" ورؤيتها في الاحتفال بالثقافات، الشخصيات، والأحداث التي تشكل عالمنا.

لطالما تجاوزت "غوغل" دورها كمحرك بحث رائد، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربتنا اليومية على الإنترنت. ومن بين ميزاتها الأكثر تميزًا وجاذبية، تأتي رسومات الشعار المبتكرة والمعروفة باسم "Doodles". هذه الرسومات ليست مجرد زينة عابرة، بل هي قصة إبداع متواصل، تعكس تطور "غوغل" ورؤيتها في الاحتفال بالثقافات، الشخصيات، والأحداث التي تشكل عالمنا.
 رسومات "غوغل" (Doodles): قصة إبداع يلهم مليارات المستخدمين وتساؤلات حول محركات البحث


 رسومات "غوغل" (Doodles): قصة إبداع يلهم مليارات المستخدمين وتساؤلات حول محركات البحث


بدايات غير متوقعة نكتة تتحول إلى ظاهرة عالمية

 

تعود قصة "Doodles" إلى عام 1998، عندما كان مؤسسا "غوغل"، لاري بيج وسيرجي برين، لا يزالان طالبين في جامعة ستانفورد. تلقى الاثنان دعوة لحضور مهرجان "الرجل المحترق" في صحراء نيفادا. وكدلالة على وجودهما خارج المكتب، ولتجنب قلق المستخدمين الأوائل من أن الموقع قد تعطل في غيابهما، قررا إضافة رسم بسيط لشعار المهرجان خلف الحرف "O" الثاني في كلمة Google على الصفحة الرئيسية.

 

  • هذه اللفتة البسيطة، التي كانت في الأساس مزحة داخلية، لاقت استحسانًا غير متوقع من
  •  قبل المستخدمين. لقد كسرت هذه اللمسة الفنية جمود صفحة البحث، وأظهرت جانبًا
  •  ودودًا ومبتكرًا لـ"غوغل". كانت رسالة واضحة للمستخدمين: نحن خارج المكتب، لكن
  •  الخدمة تعمل، وروح الإبداع حاضرة. هذه التجربة الأولية أثبتت أن اللمسات الشخصية
  •  يمكن أن تعمق العلاقة بين "غوغل" وجمهورها، وأن الفن يمكن أن يكون وسيلة فعالة
  •  للتواصل.

 

 من البساطة إلى التعقيد تطور Doodles عبر الزمن

 

بعد النجاح الأولي، أدرك المؤسسان إمكانات هذه الفكرة. في 14 يوليو 2000، طلب بيج وبرين من مصمم خارجي إنشاء "Doodle" للاحتفال بيوم الباستيل، العيد الوطني الفرنسي. كانت هذه هي نقطة التحول الرسمية، حيث بدأت "Doodles" تتحول من مجرد "نكتة" إلى تقليد راسخ.

 

  1. مع نمو "غوغل" وتوسعها عالميًا، نمت رسومات الشعار معها. لم تعد مقتصرة على
  2.  المناسبات العالمية الكبرى مثل الهالوين ورأس السنة، بل توسعت لتشمل احتفالات
  3.  متنوعة، من أعياد ميلاد شخصيات تاريخية بارزة، إلى اكتشافات علمية، وأعياد وطنية
  4.  من مختلف أنحاء العالم.

 

ولإدارة هذا التقليد المتنامي، خصصت "غوغل" فريقًا رسميًا يُعرف باسم "Doodlers". يتألف هذا الفريق من فنانين، ومصممين، ومبرمجين يعملون معًا على ابتكار وتنفيذ هذه الرسومات. أصبح هدفهم ليس فقط الاحتفال، بل أيضًا تسليط الضوء على الإنجازات البشرية، تعريف المستخدمين بشخصيات وفعاليات قد لا يعرفون عنها الكثير، وتعزيز التواصل الثقافي عبر الإنترنت. يعتقد فريق "غوغل" أن هذه الشعارات تساعدهم على بناء جسور مع مليارات المستخدمين حول العالم، بلغة بصرية يفهمها الجميع.

 

 نقطة التحول التفاعلية باك مان يغير قواعد اللعبة

 

كانت رسومات "غوغل" في البداية مجرد صور ثابتة، ثم تطورت لتشمل رسومات متحركة (GIFs). لكن نقطة التحول الكبرى جاءت في مايو 2010، عندما غيرت "غوغل" شعار صفحتها الرئيسية للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإصدار لعبة "باك مان" (PAC-MAN). هذه المرة، لم يكن "Doodle" مجرد صورة أو رسم متحرك، بل كان نسخة كاملة وقابلة للعب من اللعبة الشهيرة مباشرة على الصفحة الرئيسية.

 

كان تأثير "Doodle" الخاص بـ"باك مان" هائلاً. أظهرت الإحصائيات أن أكثر من مليار شخص حول العالم لعبوا هذه النسخة التفاعلية في عام 2010، وأن الموظفين أضاعوا ما يقارب 4.8 مليون ساعة عمل وهم يلعبونها. هذا النجاح الباهر أثبت أن رسومات الشعار يمكن أن تكون تجربة تفاعلية كاملة، تتجاوز مجرد المشاهدة. منذ ذلك الحين، أصبحت الرسومات التفاعلية جزءًا لا يتجزأ من مكتبة "Doodles"، مقدمة للمستخدمين تجارب تعليمية وترفيهية فريدة.

 

 الغرابة والابتكار جوهر رسومات غوغل

 

على مر السنين، قدمت "غوغل" العديد من رسومات الشعار التي وُصفت بـ"الغريبة". هذه الغرابة لا تأتي من مجرد التصميم غير التقليدي، بل من قدرتها على كسر التوقعات في جوانب أساسية مثل موضوع الاحتفال، طريقة التفاعل، التصميم، والتقنية المستخدمة. إن هذه "الغرابة" هي في الحقيقة جوهر فكرة الرسومات، حيث تحول الزيارة الروتينية للموقع إلى لحظة من المفاجأة والفضول، وتثير التساؤلات حول ما قد يخبئه "Doodle" التالي.

 

من الأمثلة على ذلك، الاحتفال بيوم الموتى الشهير في المكسيك، والذي يتميز بألوانه الزاهية وتصاميمه الفريدة التي تحتفي بالحياة والموت في آن واحد. لكن أكثر "Doodle" إثارة وتعقيدًا كان الاحتفال بالموسيقي الألماني يوهان سباستيان باخ، والذي استخدم أول "Doodle" مدعوم بالذكاء الاصطناعي. 

  • هذا "Doodle" كان تجربة تفاعلية تشجع المستخدمين على تأليف لحن خاص بهم، حيث
  •  يقوم نموذج تعلم آلي، تم تدريبه على تنسيقات كورال باخ، بتنسيق الألحان أو التأليف من
  •  الصفر. هذا يبرز كيف أن "غوغل" لا تتردد في دمج أحدث التقنيات لتقديم تجارب فريدة
  •  وغنية.

 

 رسومات الشعار العربية لمسة ثقافية تعزز الهوية

 

لم تغفل "غوغل" عن المنطقة العربية، بل احتفت بأصوات شكلت الوجدان وعقول أثرت الثقافة، ومجموعة من الأعياد الشعبية التي تعكس عمق التراث العربي. فقد احتفلت بذكرى ميلاد عمالقة الفن والأدب مثل فيروز، أم كلثوم، نجيب محفوظ، نزار قباني، عبد الرحمن منيف، وليلى مراد، مقدمة تكريمًا بصريًا لإنجازاتهم التي تركت بصمة لا تُمحى في الثقافة العربية.

 

كذلك، تحتفل "غوغل" سنويًا بعيد الأضحى وعيد الفطر برسومات ملونة وزاهية تعبر عن الفرحة والتجمع العائلي، باستخدام عناصر مثل الأضاحي، المساجد، الفوانيس، الهلال، والحلويات التقليدية، والزخارف الإسلامية.

 هذه الرسومات لا تقتصر على الاحتفالات الدينية، بل تشمل أيضًا تكريم شخصيات عربية مؤثرة. على سبيل المثال، كرمت المهندسة المعمارية زها حديد بشعار "غوغل" في 31 مايو 2017، بمناسبة ذكرى ميلادها الـ69، كونها أول امرأة تفوز بجائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية.

  1.  قدم "Doodle" رسمًا متحركًا بصيغة (GIF) عُرض في عدة دول، احتفالًا بكونها
  2.  مصدر إلهام عالمي كسر القوالب التقليدية. كما احتفل "Doodle" آخر بالتماثيل القديمة
  3.  لعين غزال في الأردن، والتي تعود إلى نحو 9000 عام، مسلطًا الضوء على الإرث
  4.  الثقافي الغني للمنطقة.

 

 معايير العرض الخصوصية الثقافية والسياسية

 

تتبع "غوغل" معايير دقيقة في تحديد أي "Doodle" سيتم عرضه وأين. تعتمد هذه المعايير على عدة جوانب، منها:

 

*   **المناسبات المحلية والوطنية:** تحتفل كل دولة بأعيادها وأيامها التاريخية الخاصة، فتظهر الرسومات للأشخاص تبعًا للبلد الذي تنتمي إليه المناسبة.

*   **الشخصيات وتأثيرها:** يتم اختيار الشخصيات بناءً على مدى تأثيرها، سواء كان محليًا، إقليميًا، أو عالميًا، مع التأكيد على الإنجازات التي تستحق التقدير.

*   **الخصوصية الثقافية والسياسية:** تحتل هذه النقطة مساحة كبيرة من الاهتمام نظرًا لحساسيتها. تتحرى "غوغل" الحذر الشديد لتجنب عرض محتوى قد يكون غير لائق أو مسيء أو غير قانوني في منطقة معينة. على سبيل المثال، تتجنب "غوغل" عرض "Doodle" يحتوي على رموز دينية معينة أو يحتفي بشخصية تعتبر "مثيرة للجدل" في سياسة منطقة ما.

 

هذا يعني أن "Doodles" قد تختلف بشكل كبير من بلد لآخر في نفس اليوم. ففي 21 مارس، قد يرى المستخدمون في معظم أنحاء العالم شعار الاحتفال بيوم الشعر العالمي، بينما في دول مثل مصر والمغرب قد يظهر شعار للاحتفال بعيد الأم، وفي إيران وأجزاء من آسيا الوسطى قد يظهر شعار للاحتفال برأس السنة الفارسية "النوروز". هذا التخصيص يعكس احترام "غوغل" للتنوع الثقافي والاجتماعي لمستخدميها حول العالم.

 

 الخلاصة "Doodles" كمرآة للعالم

 

رسومات "غوغل" هي أكثر من مجرد لمسات فنية على صفحة رئيسية. إنها قصة إبداع، تطور، وتفاعل، تعكس رؤية "غوغل" في بناء جسور التواصل بين الناس. من نكتة بسيطة بين مؤسسين، إلى ظاهرة عالمية مدعومة بفريق من الفنانين والتقنيين، أصبحت "Doodles" مرآة للعالم، تحتفل بتنوعه، إنجازاته، وتاريخه.

 إنها تذكرنا بأن التكنولوجيا، في جوهرها، يمكن أن تكون أداة للفرح، التعليم، والاحتفال بالإنسانية جمعاء. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، لا شك أن "Doodles" ستستمر في إبهارنا وإلهامنا بطرق جديدة ومبتكرة.

رسومات "غوغل" (Doodles): قصة إبداع يلهم مليارات المستخدمين وتساؤلات حول محركات البحث


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent